مكة المكرمة
من المرجح أن بدء السكنى
بمكة المكرمة يرجع إلى أيام سيدنا إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما السلام و
هذا يعني القرن التاسع عشر قبل الميلاد.قال تعالي ربنا
إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة
فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون و
قد استجاب الله عزوجل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام ،فعندما نفد ما كان
لدي إسماعيل عليه السلام و والدته هاجر من زاد و ماء تفجر ماء زمزم من تحت
قدمي إسماعيل عليه السلام و وفدت القبائل إلى مكان الماء .
في
أواخر القرن الثالث الميلادي تقريباً استطاعت خزاعة بزعامة ربيعة بن
الحارث أن تتولى أمر مكة المكرمة ، وخلفه عمرو بن لحي الخزاعي و الذي يعتبر
من أوائل من بدل دين إبراهيم عليه السلام بالوثنية .
انتقل
أمر مكة المكرمة من يد خزاعة إلى قريش بعد تحكيم يعمر بن عوف بن كعب ابن
الليث و ذلك بسبب كثرة الصراع الذي حدث بين خزاعة، حيث حكم يعمر بن عوف
بحجابة البيت و أمر مكة المكرمة لقصى دون خزاعة و أن لا تخرج خزاعة من
مسكنها من مكة المكرمة و لعل من أهم الأحداث التي حدث في هذا العصر هو قدوم
أبرهة الأشرم لهدم البيت الحرام سنة 571م و الذي سمي بعام الفيل و هي
السنة التي ولد فيها سيدنا محمد اللهم صلي على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم
لاشك أن ظهور الرسول صلى اله عليه و سلم كان
أكبر الأثر في تغير الحياة في مكة المكرمة و في العالم حيث أمر بطلب العلم
و حث عليه و يكفي أن أول آية نزلت في القران تحث عل العلم و هي سورة
إقراء،كما غير الرسول صلى الله عليه و سلم كثير من الأمور الاجتماعية
فمثلاً ألغي وأد البنات و حدد تعدد الزوجات و نظم شئون الزواج و الطلاق و
قضى على القبلية .و قد أصبحت مكة المكرمة مهد العلم حيث كان بعض أصحاب
الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم كابن مسعود ، و بن عباس ،و أبي ذر
الغفاري ، وابن عمر و أبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعين يترددون إليها بعد
الفتح و كانت مكة المكرمة تستفيد من علومهم
أصبح المسجد الحرام مزدحما
بحلقات رجال الحديث و القراء و أصحاب الفتوى، و في عهد عمر بن الخطاب رضي
الله عنه كان أول توسعة للمسجد الحرام حيث شملت إضافة أسوار و أبواب للحرم و
كان ذلك عام17 هـ ، ثم قام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بتجديد
المسجد الحرام و توسعته و أحد فيها رواقا مسقفا و كسا الكعبة بالقباطي
بدأت
الخلافة الأموية في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي تولي الحكم سنة 41هـ، و
قام الأمويون بإصلاحات منها شق الطرق الاهتمام بالأمور الدينية و العلمية ،
و في سنة 91هـ قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بتجديد المسجد
الحرام و توسعته و تسقيف أروقته بالصاج المزخرف و جعل الأعمدة من الرخام
أهتم
العباسيين بعمارة المسجد الحرام حيث أمر أبو جعفر المنصوري بشراء الدور
الواقعة شمال المسجد الحرام فزاد مساحة المسجد الحرام و أهتم بجمال المسجد
حيث زين أسقف الرواق بأنواع من النقوش كما فرش الأرضية بالرخام ، وفي
سنة160هـ أشتري زاد المهدي في مساحة الحرم و جعل دار القوايرو هي دار بنيت
بالزجاج في باطنها و الفسيفساء في خارجها لنزل الرشيد بين الصفاء و المروة و
من أبرز الإصلاحات في العهد العباسي توسعة المسجد الحرام و تشجيع حلقات
الدرس و العلم و العلماء. و قد حدث عدة ثورات من العلويين انتهت بالفشل
نسأل الله أن يرزقنا حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا